Friday, July 29, 2011

مآسي الهجوم على المستشفى السلمانية

بسم الله الرحمن الرحيم

سوف اسرد ماحدث ليلة الهجوم على الدوار ويوم الهجوم حيث كنت متواجدة في السلمانية..
تاريخ 15 مارس توجهت عصرا الساعة الخامسة للسلمانية للتطوع والمساعدة في معالجة الجرحى حيث كان الهجوم متوقعا ,عندما ذهبت السلمانيه كان مثل خلية نحل الكل كان يساعد وأغلب الموظفين ظلوا هناك للمساعدة والتطوع فوجئت عندما شاهدت كيف نصبت الخيمة الكبيرة أمام الطوارئ في غضون ساعات وجهزت بكل الأسرة ومواد الإسعاف للجرحى , كان المتطوعين خليط من أطباء وممرضات ومسئولين حتى الشباب كانوا يساعدون في التجهيز وحمل إلاشياء الثقيلة..



هذه صورة للخيمة الطبية المجهزة:
وهذه صورة للوضع أمام الطوارئ:
 

في المساء بدأت تتوارد أخبار باعتداء الشرطة وعناصر من الجيش على الإسعاف والمسعفين حيث تم ضرب وجرح عدة منهم ,كما تم سرقة حوالي 6 سيارات اسعاف من قبل الشرطة ومسلحين عرفنا حينها بأن شيئا سيحدث... كان هناك ترقب وانتظار وتم توزيعنا للتطوع في عدة أقسام حيث اخترت أن أكون في الخيمة الطبية ,في 3 فجرا أخبرونا بأنهم وجدوا سيارات الإسعاف وتم احضارها حيث تم تفجير الإطارات وآثار الرصاص واضحة عليها.. صور للاسعاف واثار طلق الرصاص عليها:




بتحطيمهم سيارات الإسعاف عرفنا بأنهم لا يريدون أي أحد يسعف أو ينقذ الجرحى أحسست بأني في بلد آخر..

في الفجر كان يقرؤن دعاء في الطوارئ كان الكل يترقب حدوث شيء عظيم الكل أحس بقرب بالخشوع والبكاء , في الساعة الخامسة فجرا قاموا بقطع آلأتصالات كل الشبكات لا يوجد بها إرسال والهلكوبتر تحلق على مستوى منخفض جدا..

هدوء وترقب الكل فسر قطع الاتصالات بمصيبة قادمة تعالت أصوات بالصراخ بأن لهم أهل في الدوار ويريدون تحذيرهم !!

في الساعة 6 صباحا قررت أن أذهب للمنزل وأرجع مرة أخرى لاحضر بعض الأغراض , عندما خرجت كانت الشوارع فاضية ومخيفة وعند الهايوي شاهدت الدبابات تتقدم نحو الدوار حاولت الاتصال لزميلاتي في السلمانية للتحذير عندها قررت الرجوع وعند الإشارة استوقفتني عناصر جيش ملثمين أخبرتهم بأني أريد أن أذهب للسلمانية للعمل , صرخ بوجهي لا يمكن أرجعي كل ما حصل وسيحصل بسببكم انتم أرجعي بسرعة !!

وأنا راجعة شاهدت طائرات الآباتشي على مستوى منخفض لدرجة رؤيتي الرشاشات موجهة للأرض , من ناحية الدوار تصاعد دخان أسود فعرفت بأنهم قصفوا الدوار كنت أبكي في السيارة من الخوف  , لم أتمكن من الذهاب للبيت كل الشوارع مسدودة قررت الذهاب لبيت الأقرباء في سترة ... و أنا في السيارة شاهدت  الطائرات الهليكوبتر الحربية وهم يقصفون بالرصاص الحي بالرشاش منطقة سترة الصوت كان صوت آخر صوت رصاص حقيقي صوته حاد!!
دخلت المنزل ولم استطع الخروج حتى اليوم الثاني.


________________________________________

مآسي الهجوم على المستشفى السلمانيه الجزء (2)

اليوم سوف اكشف بعض ماواجهناه من تصرفات غوغائية وتجاوزات في مستشفي السلمانية وتعرض الطاقم الطبي والمرضى لانتهاك حقوقهم اثناء هذة الازمة التي كشفت عن استبداد وطغيان الجهات الامنية في البحرين .

طبعا بعد احتلال السلمانية من قبل الجيش تاريخ 18-3 تبعه حملة مداهمات للمستشفي واعتقالات لم يسلم منها حتى المرضى والجرحى تبعه بعد ذلك حملة للبحث عن كل من شارك في مسيرة أو مقابلة تلفزيونية من الطاقم الطبي , كنا نتعرض عند نقاط داخل المستشفى للتفتيش ويتم مقارنة الاسم بالبطاقة لورقة موجوده لديهم فيها اسماء من يريدون اعتقالهم.
كما تعرض الكثير للاهانة والتهديد والاعتقال في هذه النقاط داخل المستشفى كان الكل مقنع ويحملون السلاح .
عند الطوارئ تعرضنا للتفتيش الجسدي وتفتيش حقائبنا وفتح أغراضنا الشخصية من قبل ملثمات يلبسون ملابس الشغب ويحملون السلاح وكانوا متواجدين بكثافة , كنا مهددين لما نسمع من اعتقال لزملائنا وضربهم والتنكيل بهم داخل المستشفى ومواقع اعمالهم الذي المفروض مستشفى له حرمة ولكنهم ضربوا بعرض الحائط جميع الاعراف والقوانين وكنا نذهب لأعمالنا ونحن نعرف بأننا مهددون وقد لا نرجع للبيت أبدا , الجيش والشرطة كانت منتشرة داخل السلمانية بعدد كبير طبعا وهم حاملين الرشاشات والأسلحة وهم مقنعون جميعا .

كانت السيارات التي حطمها الجيش يوم الهجوم تملئ الشارع المحاذي للجامعة وحتى السيارات داخل المستشفى لم تسلم من التكسير والسرقة , احدى صديقاتي قام بتفتيش هاتفها أحد عناصر الجيش وعندما شاهد صورة للدوار قال لها كنتي تروحين تتمتعين أهناك يا بنت المتعة .
ماحدث في السلمانية من تعرض للطاقم الطبي والجرحى من انتهاكات سيبقى وصمة عار تلاحق هذا النظام الاستبدادي .

________________________________________




مآسي الهجوم على المستشفى السلمانيه الجزء (3)

في تاريخ 30 مارس الماضي يوم الخميس في جناح الولادة بمجمع السلمانية كانت الساعة الواحدة والنصف ظهرا حينما لاحظنا حركة غريبة عند الباب من خلال الكاميرا حيث كان مجموعة من عناصر الجيش والشرطة ومدنيين كلهم ملثمون يحاولون ألدخول , كنت من المتواجدين في جناح الولادة تلك اللحظة وتابعت ما جرى حتى النهاية ........

ذهبت احدى الممرضات ناحية الباب لاستكشاف الموضوع وإذا بهم يدخلون بصورة مخيفة وهم يصرخون لا أحد يتحرك من مكانه أخبرتهم الممرضة بأن هذا جناح ولادة ولا يصح ألدخول هكذا أخذوا يصرخون عليها بأن تسكت , دخل خليط من عناصر الجيش والشرطة والمدنيين كلهم حاملين اسلحة رشاشات وعصي وملثمين كان مشهد مخيف جدا.

كان هناك رجلين لابسين ثوب وغترة وغير ملثمين ويحملون العصي يبدوا انهم من التحقيقات .
طلبوا منا وكنا خليط من طبيبات وممرضات وزوار أن نسلم هواتفنا جميعا لهم وإن لا نتحرك من مكاننا ,طلبوا من الموظفات أن تتجه كل وحدة الى خزانتها وتفتحها للتفتيش والخزائن المقفولة قاموا بكسرها ونثر الأغراض الشخصية للموظفات ... قاموا بتمزيق كتب وادعية دينية ومجلات دينية حيث قام احدهم برفع مجلة عاشوراء وهو يقول لأي خائن هذه المجلة !!!!!

بعد تفتيش الخزائن قاموا يفتشون جناح الولادة شبر شبر حتى غرفة العمليات دخلوها اللي المفروض تكون معقمة وقاموا بتلويث المعدات الجراحية و تفتيش بعض الأجهزة والمعدات الطبية وتلويثها, بعد ذلك توجهوا ناحية السقف وبدؤا يفتحون السقف ولديهم كاميرا تظهر ما كان يوجد داخله كانوا يقولون بأنهم يبحثون عن الاسلحة المخباة !!!!!
صرخ احدهم فينا أحد منكم ساعد الخونة أحد منكم عندة اسلحة أو ممنوعات مخبأة إذا ما اعترفتوا حسابكم عسير...... تم التحقيق مع بعض الممرضات وغلق الغرفة عليهم حيث كنا نسمع صراخهم وتهديدهم لهم بالحبس والتنكيل أن لم يعترفوا ,احدى الموظفات أغمي عليها من الخوف فقاموا يصرخون اعطونا اسمها الكامل وفتشوها أكيد خائفة لأنها مجرمة !!

كانوا يطلبون منا عدم الكلام أوالحركة وان لا نكتب أي شيئ احدى الممرضات كانت تكتب فصرخ عليها وقال لا أحد يكتب شئ وتم جمع هواتفنا في سلة وقامت مجموعة بفتحها والبحث فيها عن صور و أي شئ له علاقة بالثورة أو الجرحى , احدى الممرضات دخلت الى غرفة الأطفال لان هناك مولود يبكي وحملته دخل عليها أحد الملثمين وهو موجه السلاح ماذا تفعلين ؟؟ ألغرف اللي كان بها مرضى الولادة دخلت عناصر نسائية ملثمة وقاموا بتفتيش غرفهم تفتيش دقيق وكان المرضى في خوف وهلع مما يجري.... تم تفتيش كمبيوترات الجناح وتم أخذ احدهم ووضع في كيس اسود.

كانوا عايشين دور المحقق حيث قام احدهم بفتح مغلف اسطواني ورقي بحذر شديد وكأنه قنبلة ستنفجر وهو مجرد حبر طابعة , وتم تهديدنا بعدم الاتصال أو رفع التلفون إذا أحد اتصل وأن لا أحد يتكلم محادثات جانبية , كانت احدى الطبيبات تريد الخروج فمنعت, كانوا يتعاملون بفضاضة واحدهم صرخ في الممرضة شفيج مو عاجبج عدلي ويهج ولم يرضوا أن ينظر أحد لهم أو يركز فيهم!!

للعلم .......احدى الطبيبات حضرت قبل يوم من الهجوم مع عنصر من الجيش ووضعت علامة في بعض أماكن من السقف وفي اليوم التالي هجموا!!! كانوا يقولون بانه هناك اسلحة في السقف وان هناك اناس مختبأين داخل السقف وبنفس الحجة قاموا بتفكيك سقف الطوارئ!!

وكانوا ايضا يحاولون بث الرعب فينا بصراخهم وتوجيه الرشاشات علينا ولم يراعوا حرمة انه مستشفي وفيه مرضى استمر هذا الكابوس الى الساعة 3 وكل من يدخل يتم احتجازه وأخذ هاتفه ولم يسمح لأحد بالخروج قبل هذا.

 ________________________________________


مآسي الهجوم على المستشفى السلمانيه الجزء (4)

بسم الله الرحمن الرحيم


اليوم ساخبركم عن أحوال السلمانيه بعد احتلال الجيش وتردي الأوضاع هناك في تاريخ 17 مارس أي بعد يوم من احتلال الجيش اتصلت احدى صديقاتي وقالت انهم محتجزين من يومين وهم منهكين جدا .. طلبت مني احضار أكل لأنهم جواعه جدا لدرجة أنه لم يعد هناك شيئ قابل للأكل الكفتيريا مغلقة ولا يوجد توصيل ,كما طلبت مني احضار ملابس ومواد نظافة شخصية ولكن اتصلت في وقت أخر وقالت بأنه قد يسمح لنا بالخروج غدا صباحا في الصباح التالي ولا يحتاج ان اخاطر واحضر.


في اليوم التالي استجمعت قوتي وذهبت للسلمانية كانت الشوارع فارغه من الناس الا عناصر الجيش والشرطة منتشرين في كل الشوارع وكلهم مقنعين !!! عندما وصلت قريبا من السلمانية تم إيقافي وتفتيش السيارة تفتيشا دقيقا ومقارنة اسمي بورقة اعتقد ان فيها اسماء المطلوبين , وتم تفتيشي بهذه الطريقة 3 مرات في نفس اليوم على الشارع فقط وقبل دخولي المستشفى!!!
كان الشارع ملئ بالسيارات المحطمة التي أكثرها لموظفين وبعضها لمرضى مراجعين وللعلم تم تكسيرها من قبل الجيش !!!عندما وصلت للبوابة تم تفتيشي جسديا من قبل قوات نسائية ملثمة وتفتيش أغراضي الشخصية وهاتفي أحسست حينها بالاهانة.


كان الوضع دخل المستشفى جدا مخيف وملئ بالقوات والكل ملثم ويحمل السلاح وعند كل زاوية يسألون عن البطاقة   اما الطوارئ فقد كان فارغا من المرضى وحتى كثير من الأقسام لا يوجد بها مرضى وهناك نقص في الكوادر الطبية بسبب الحصار..
تدهورت الحالة الصحية لكثير من المرضى بسبب نقص الكادر الطبي وكانت حالة الكادر الطبي الموجود صعبة جدا بسبب الحصار ونقص الغذاء والأدوية واكثرهم كان التعب والارهاق بادي عليهم. عندما التقيت بصديقاتي كانت قصص الرعب الذي عاشوها فضيعة لم يتوقع أحد حدوثها في صرح طبي وبهذه القسوة.
كان الوضع مخيف شاهدت مريض يدخلونه الى غرفة الإنعاش في الطوارئ وشخص ملثم جاثم على بطنه لتثبيته كان ممسك بذراعيه ومجموعة من العساكر توجه سلاحها عليه كان منظر يدمي القلب حتى جراحه لم تشفع له امام هذه القلوب القاسيه  كما لم يسمح لنا بالاقتراب منه!!!
كانت هناك فرق من الجيش يجوبون الأجنحة بحثا عن جرحى الاحتجاجات ويتم ضرب أي من يشك في أمره , شاهدت بنفسي كيف تم الهجوم على احدى الأجنحة وسحب طبيب وربط يديه من قبل العساكر المقنعة واعتقاله !!!كان الأطباء والممرضون مستهدفون في هذة الاعتقالات والكثير تم ضربهم وأحد الأطباء كسروا ساقه 3 كسور بسبب الضرب العنيف!!

اتمنى أن تكشف شهادتي الحقيقة التي تريد السلطة إخفائها وأتمنى من الجميع أن يدلي بمشاهده ويبين ما حصل من انتهاك.
 

________________________________________

مآسي الهجوم على المستشفى السلمانيه الجزء (5)

بسم الله الرحمن الرحيم سوف اتكلم اليوم عن الاحداث التي حدثت بتاريخ 18-2-2011 وهو اليوم الذي شهد دموية واحداث كثيرة كما شهدت بعيني ماحصل للشهيد رضا بوحميد ....
في هذا اليوم توجهت الساعة الرابعة مساءا الى السلمانية لحظور احتجاج للكادر الطبي على وزير الصحة بسبب منعه لسيارات الاسعاف من الخروج لاسعاف الجرحى كما تعرض العديد من المسعفين للاعتداء والضرب من قبل الشرطة , كان الاحتجاج يضم العديد من مختلف الكوادر الطبية ويطالب بمعرفة اسباب الانتهاكات التي حصلت ..


في الساعة الخامسة توارت اخبار عن قدوم جرحى الاحتجاجات من الشباب الذي حاول الرجوع الى الدوار حيث تم اطلاق الرصاص ومسيلات الدموع عليهم من قبل الجيش والشرطة , انطلقنا جميع الى الطوارئ وبدء توافد الجرحى وحالات الاختناق كانت كثيرة عندها بدئنا بسماع دوي اطلاق بالقرب من السلمانية حيث قامت القوات بملاحقة المتظاهرين الى السلمانية في انتهاك صريح لجميع مبادئ الانسانية حيث ان اغلبهم مصاب وفي حالة حرجة..


كانت اكثر الحالات شوزن ورصاص حي كان عدد الجرحى كثير حينها شاهدت الشهيد رضا بوحميد كان راسه متورم بشكل كبير وكانت دكتورة نهاد الشيراوي تقوم بانعاشه ..
صور الدكتورة نهاد وهي تسعف الشهيد في الطوارئ....
 






, استمروا في انعاشه ولكن راسه استمر بالتورم بسبب النزيف الداخلي فتم نقله الى الاشعة التي كشفت عن حجم الاصابة الخطيرة بالرصاص الحي..



الشهيد رضا بوحميد في الاشعة...
 


صور الاشعة تبين بوضوح شضايا الرصاص الحي في راس الشهيد

صورة تبين اثار طلق رصاص في فخذ احد المصابين...


صورة للاصابة السابقة بالاشعة تبين الرصاصة مستقرة داخل الفخذ

  

No comments:

Post a Comment